Kamis, 30 Mei 2013

MATERI TARBAWI















التربيةبالخطاب الوجداني أو الخطاب النفسي
الخطابالوجداني:"هوالخطابالذييستهدفالعواطف،ويدعوهالتكوينموقفمحددتجاهقضيةمقصودة .
وتعرفالعواطفبأنها: "استعدادوجدانيللشعوربتجربةوجدانيةخاصةللقيامبسلوكمعينإزاءشيء،أوشخصمعين،أوجماعةمعينة،أوفكرمجرد"[1]
والوجدان :"هومصدرمنالوجدوهوالشعوروالعاطفة،كماتطلقعلىالضمير.
ووجد:   وجدَةًوَوَجْدً،اوَوَجُودًا،ووَجْدَانًا،وإجدَاننًا"[2]
كمايعرفأيضابأنه:
تنظيممركبمنعدةانفعالاتركزتحولموضوعمعينمنالخبراتالسارةوغيرالسارة "[3]
ويمكنناأننستنبطمنالتعريفينأنإثارةالانفعالتجاهموضوعمحدديحدثتأثيرفيالنفسيدعوهلاعتناقفكرةالموضوعأوتركه،وأنتكررالانفعاليجعلالتوجهثابتوقطعي. 
الإعجاز التربوي الخطابي في القرآن:
للقرآنالكريمخصيصةلمتوجدفيغيرهمنالكتبقالتعالى:]اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ[سورةالزمر،39/23.وقدخاضالباحثونفيالحديثعنجوانبالإعجازالقرآنيمنأوجهمتعددة،فأطنبوافيبيانإعجازهالبلاغيوالبياني،واللغوي،والفقهي،والتشريعي،والتاريخي،والجغرافي،والعلمي... ،وقدأبدعكلفيمجالهنسألاللهلهمالأجر .
ولكنأريدفيهذاالفصلالوجيزأنألقينظرةعلىالجانبالتكامليللإعجازالقرآنيكوحدةمتكاملةسعتإلىتربيةالنفوس،وحثمكامنالعملفيالطبيعةالإنسانيةإلىالانتفاض،واليقظةللتجاوبمعالمضمونالتربويفيالأسلوبالقرآني،واعتناقالفكرةالمدعوإليهاثمالعملبمضمونها.
ويلاحظأنالخطابالقرآنييطرقالقلوب،ويلمسجوانبالانفعالفيالنفسالبشريةنوعجديدمنالإعجازسماهالباحثونفيمجالالإعجازالقرآنيبالإعجازالتأثيري.
يقولالإمامالخطّابي[4] : "فيإعجازالقرآنوجهآخرذهبعنهالناسفلايكاديعرفهإلاالشاذّمنآحادهم،وذلكحيفةبالقلوب،وتأثيرهفيالنّفوسفإنّكلاتسمعكلاماًغيرالقرآن،منظوراًولامنثوراً،إذاقرعالسمعخلصلهإلىالقلبمناللّذة،والحلاوةفيحال،ومنالروعة،والمهابةفيأخرى،مايخلصمنهإليهتستبشربهالنفوس،وتنشرحلهالصدورحتىإذاأخذتحظّهامنهعادتإليهمرتاعةقدعراهاالوجيب،والقلقتغشّاهاالخوف،والفرق،تقشعرّمنهالجلود،وتنزعجلهالقلوب،يحولبينالنفسوبينمضمراتهاوعقائدهاالراسخةفيها.
فكممنعدوللرسول_صلىاللهعليهوسلم_منرجالالعرب،أقبلوايريدوناغتياله،وقتلهفسمعواآياتالقرآنفلميلبثواحينوقعتفيمسامعهمأنيتحوّلواعنرأيهمالأوّل،وأنيركنواإلىمسالمته،ويدخلوافيدينه،وصارتعداوتهمموالاةوكفرهمإيماناً"[5]
     "وللقرآنسرُّخاصعلىالنفوسحتىيبلغأنيؤثّربتلاوتهالمجرّدةعلىالذينلايعرفونالعربية،وعلىالعوامالذينيستمعونإلىتلاوتهلايطرقعقولهممنهشيء،لكنيطرققلوبهمإيقاعهويظهرعلىملامحهمسره،"[6]
وهوسرغلبسائرماعرفتهالبشريةبوجهعام،والعربالبلغاءبوجهخاصمنأساليبفيتربيةالنفوسوتزكيتها،واحتارتعندهالعقول،وذابتلأجلهالقلوب،ووقفتعندهالبشريةعاجزةعنإدراككنهأومعرفةسره،يستويفيذلكمنسمعه،وصدقهوآمنبه،أومنسحربه،ولكنهكذبعلىنفسهوفرإلىكفره .
فهذاعمر_رضياللهعنه_يقول:"فلماسمعتالقرآنرقلهقلبيفبكيتودخلتالإسلام.
وهذاالوليدبنالمغيرةيقوللكفارقريش:فواللهمامنكمرجلأعلممنيبالشعر،ولابرجزه،ولابقصيده،ولابأشعارالجن،واللهمايشبهالذييقولشيئامنهذا،واللهإنلقولهلحلاوةوإنعليهلطلاوة،وإنهليحطمماتحتهوإنهليعلواومايعلى" [7]
وهيخاصيةتتسللإلىداخلالنفوس،وإناختلفتمضامينها،وأهدافهابطريقةسهلةبسيطةلتثيرفيكلنفسدافعيةتدعوهإلىالإيمان،والعمل،وتتوافقمعفطرتهالخاصة،وتختلفعندافعيةالنفوسالأخرى .
وهذهالدافعيةعرفهاعلماءالنفسبأنها:" مايدفعالفردللقيامبنشاطسلوكيماوتوجيههذاالنشاطنحووجهةمعينةسعياوراءتحقيقالهدف"[8]
وهذهالدافعيةكماقلناتختلفمنشخصلشخصلأنالفروقبينالناس "حقيقةثابتة : فبالرغممنأنجميعالناسيخضعونلنفسالقوانينالسيكولوجيةفيالنمووالإدراكوالتفكيروالتعليمإلاأنهميختلفونفيذلك،فكلشخصلهنمطهالخاصبه "[9]
والقرآنالكريمفيخطابهالتربوييثيرالدافعيةللاستجابةلدىجميعالأشخاصرغماختلافهمباثارةمايمكنأننسميهمفتاحالخطابلكلنفسبمايناسبها  .
يقولالمتخصصونفيالدراساتالنفسية"أنلكلإنسانعاطفةسائدةوهيالعاطفةالغالبةالتي " توجهسلوكهإلىناحيةمعينةوتكونلهاالزعامةوالسيطرةعلىغيرهامنالعواطف "[10]
وهوماسيكونتركيزناعلىبيانهبإذناللهخلالهذاالفصللإعطاءأمثلةمتنوعةمنأساليبالقرآنالكريمللتربيةوالتيتقومعلىإثارةأنواعمتعددةمنالعواطفالسائدةوالمتوافقةمعالفطرةالتكوينيةللبشر .
الأساليب التربوية في الخطاب القرآني :
تنوعتالأساليبالتربويةفيالخطابالقرآنيللتناسبمعتنوعدافعيةالاستجابةلدىجميعالمستمعينلآياتالقرآنالكريم،فالقرآنالكريمهوفيبدايةالأمركتابمنعنداللهالخالقجلشأنه،فهويراعيفطرةالإنسانويلبياحتياجاته،ومتطلباتهالخاصةعلىأنهفردواحتياجاتهومتطلباتهالعامةللطبيعةالإنسانية  .
وهوكتابهداية،فنجدهيطرقأبوابالنفوسعلىاختلافهاليهديالناسإلىالطريقالقويم


 الدوافع الأساسية للإنسان:
"يمكنناتقسيمالدوافعللسلوكالإنسانيإلىثلاثةأنواع :
دوافع فطرية، عضوية:
كالدافعلحبالذات،واتقاءالألم
دوافع اجتماعية:
كالدافعللتقليد
ودوافع مثالية.
كالدافعلإعلاءكلمةاللهتعالىوبذلالنفسفيسبيلذلك"[11].
اشتمال الخطاب القرآني على الدوافع المتنوعه:
نلاحظأنالآياتالتيتخاطبالوجدانالبشريتتنوعبينأنواعالدوافع،للتناسبمعجميعمذاهبالنفوسفهيتارةتخاطبالوجدانبإثارةالدوافعالفطرية،فالإنسانيميلإلىحبذاته،والبعدعمايسببلهالهلاكأوالألمفيكونمنالمناسباستخدامالأساليبالتيتحركهذهالعاطفةوتدفعهللعملوالإيمانوالسيرنحوطريقاللهتعالى،والبعدعنطريقالشيطانكاستخدامأسلوبالترغيبوالترهيب.
كماأنوجودأنموذجملموسيجعلالنفوستتوقلتقليدهاوالاحتذاءبها،فيكونمنالمناسبإتباعأسلوبإثارةالدافعالاجتماعيلتحقيقالتربيةالصحيحة،وإيجادأنموذجواضحيمكنالاقتداءبه،كإيجادقدوةصالحةبذكرقصصالأنبياءوالصالحين،أوأظهارالنماذجالتيينبغالابتعادعنالاقتداءبها  .
يقولالغزالي_ رحمهالله_"إنالصبيالذييخليطبعهإذاأردنانحببإليهغائب،أوحاضرحيا،أوميتالميكنلناسبيلإلابالإطنابفيوصفهبالشجاعة،والكرم،والعلم،وسائرالخصالالحميدة"[12]
ومنأكثرالأساليبمناسبةًلهذهالدوافعأسلوبالقصةالقرآنية،وأسلوبالقدوة.
وأمامنكانلديهالميلالوجدانيللمثاليةفيكونبإثارةمكامنهذاالدافعفيقبله،والتركيزعلىموطنالمثاليةفيهبعدربطهابالحقسبحانهوتعالىومنأنفعالأساليبلمنلديههذاالنوعمنالدافعيةأسلوبضربالمثل .
ولايعنياختياريلهذهالأساليبفقطأنالقرآنالكريمقاصرعليهابلإنالقرآنالكريمراعجميعأنواعالدوافع،وحققكلالأساليبالتيتتناسبمعالفطرةالإنسانية،ولكنياقتصرتعلىهذهالأساليب؛لأنالبحثلايحتملالإطالةوماهذهالأساليبإلاقطرةأوأقلفيبحرأساليبالقرآنالكريمالتربوية،قالتعالى]:قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا[:سورةالكهف 19/109
الفوائد التربوية من أسلوب الخطاب الوجداني:
تحديد نقطة التأثير، ونوع الانفعال قبل اختيار الأسلوب التربوي:
فعلىمنأرادأنيحتذيبأسلوبالقرآنالكريمفيالتربيةالتأملوالتوقفمطولاللبحثفيالصفةالانفعاليةفيالشخصوالتيأسميناهاسابقا (مفتاحالشخصية)،ومنثمإثارتهاثمحثهالاعتناقالفكرةالمرجوة .
الاستفادة من التكرار:
تحديدالهدف،والاستمراريةفيالدعوةإليهمعتغيرالأساليبمنوقتلأخريؤديبعدتوفيقاللهتعالىإلىتحقيقالغايةالمطلوبة،وقداستخدمالقرآنالكريمالتأثيرالوجدانيفيالدعوةللشيء،ثمإعادةالدعوةإليهفيمواطنمتنوعةمنآياتالقرآنالكريملضمانثبوتهافيالنفوسوعدمزوالها،فنجدأنالموضوعالواحدقدوردذكرهفيأكثرمنموضعفيالقرآنالكريموقدتنوعتالأساليبالتيقامتبمعالجتهوبيانهوالدعوةإليه .
من أمثلة هذا الأسلوب:
نوعالقرآنالكريمفيأساليبهالخطابيةلإثارةكافةالانفعالاتالنفسيةالتيتؤديبصاحبهاإلىالاستجابة،وتثيرمكامنالوجدانبأسلوبسهلبسيطيتسللإلىداخلالإنسانفيقرفيقلبهأنهذاالقرآنومنعندالله.
قالتعالى : ]فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا * وَحَدَائِقَ غُلْبًا *وَفَاكِهَةً وَأَبًّا * مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ[سورةعبسى،80/32:24
يعرضالقرآنالكريمفيهذهالآياتعلىكفارمكةمشاهدمحسوسةومعروفةتطالعحواسهمفيكللحظة،وتواجهبديهتهمفيكلنظرة،وتتصلبحياتهمومعيشتهم،وتلمسشعورهم،ووجدانهم،وهويوجههمإلىهذهالمشاهديعرضهاعليهمكأنهامشاهدجديدة،يدعوهمللتأملفيها،والتفكربأحوالهابنظرةجديدةتقودإلىالإيمان،والوحدانيةفهويقومبعرضقضيةكبرى؛هيقضيةالتوحيدبأسلوببسيطبدهيلايملكأمامهاالمجادلإلاالسكوت.
وكونالأسلوبالتربويفيالخطابالوجدانيدليلعلىالإعجازالتأثيرفيالقرآن _كماأسلفنا_يرشدناإلىأنجميعالانفعالاتالتييحتاجالمربونلإثارتهافيالنفسالبشريةعندإرادةمعالجتهابمايصلحهايمكناقتباسهامنأسلوبالخطابالوجدانيالقرآني،لأنهالأسبقفيالعلاج،والأوضحفيالمنهاج،وأسلوبالخطابالوجدانيهوأسلوبشامللجميعالأساليبالتيتقومعلىتلبيةالحاجاتالفطرية،والنفسيةوستكونسنقومالمباحثالقادمة _إنشاءالله _كالنماذجعلىتنوعأسلوبالخطابالوجدانيوشموليته  .



التربية بالترغيب والترهيب
الترغيبوالترهيبمنالأساليبالقرآنيةالمتقابلة،قالتعالى:]اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ[سورةالزمر،39/23..
والمثاني "تثنيةالقصصوالأحكام،والوعدوالوعيد،وصفاتأهلالخيروصفاتأهلالشر..."[13].
وآياتالقرآنالكريمفيتوافقتاملاتعارضبينهاولاتضارب،كلآيةتكملالأخرى،والاختلافبينهااختلاففيموضوعاتهافقط،وتنوعالأساليبهوتنوعكماللانقص،"والملاحظأنكتاباللهملئبمايرغبالناسفيقبولدعوةالحق،وإلىمافيهخيرهموسعادتهمفيالدنياوالآخرة،كماأنهملئبماينفرالناسمنالضروالكفرومناتباعطريقالهوىوالشيطانوطريقالشروالإثم.[14]
معنى الترغيب والترهيب في اللغة:
الترغيب في اللغة :
" منالرغبةوهوإرادةالشيء،يقال:رغبتالشيءإذاأردته،قالتعالى :].. وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ[سورةالشرح 94/8
كمايمكنإطلاقالرغبةعلىالزهدفيالشيء "[15]،قالتعال:]وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ[سورةالبقرة،2/132
معنى الترهيب في اللغة:
مصدرمنرهبكَعَلمَ،رَهْبة،ورهْبًا،بالضموالفتحوبالتحريك،وأرهبهوسترهبه:أخافه"[16]
فيكونالترهيببمعنى: "التخويفوالتوعد"[17]
معنى الترغيب والترهيب في الاصطلاح:
الترغيب:هوكلمايشوقالمدعوإلىالاستجابةوقولالحقوالثباتعليه.
الترهيب في الاصطلاح:
               "هوكلمايُخيف،وكلمايُحذرالمدعومنعدمالاستجابةللحقأوعدمالثباتعليه."[18]

بماذا يكون الترغيب والترهيب في التربية القرآنية؟
يكونالترغيببالوعدوالإطماعبماسيتحققفيالحاضرأوالمستقبلالقريبأوالبعيد،ولاشكأنالوعدالذيسيتحققلامحالةوعداللهجلشأنه،قالتعالى:  ]..إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ[سورةالعمران،3/9،أماوعدغيراللهفيمكنأنيتحققويمكنأنلايتحقق،قالتعالى]الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ..[سورةالبقرة،2/268
وأماالترهيبيكونبالوعيدوالتخويفبآثارمترتبةعلىالعملالمنهيعنه،سواءكانهذاالوعيدبالشيءالقريبأوالبعيد،قالتعالى:]وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا.[سورةالنساء،4 /93
الأصل في الترغيب والترهيب:
    "الأصلفيالترغيبأنيكون "فيسبيلرضىالله،ورحمته،وجزيلثوابهفيالآخرة،والأصلفيالترهيبأنيكونالتخويفمنغضباللهوعذابهالأليمفيالآخرة "[19]
توافق أسلوب التربية بالترغيب والترهيب مع الفطرة البشرية:
منالدوافعالأساسيةالتيتسوقسلوكالإنسانالدوافعالفطريةوالتيتنقسمإلىقسمين :
دوافع موجهة لحفظ الذات .
ودوافع موجهة لحفظ النوع.
ومنالدوافعالموجهةلحفظالذات،دافعاتقاءالألمالذييمكنإثارتهبالترهيبلأنالإنسانيبذلجهدهليتجنبمايسببلهالألمسواءكاننفسي،أوجسدي،وفيسبيلذلكيتجاوبمعالمؤثراتالتيتثيرفيداخلهدافعالخوفمنالإصابةبالألم،وهويظهرعلىشكلاضطرابيدعوالعقلللتأملوالتفكر،ثماتخاذموقفللنجاةوالفرار،قالتعالى:]إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا[سورةالأحزاب23/10
والخوفمنالألميولدنوعمنالاستجابةيختلفباختلافالعقيدة،" فالمؤمنإنخافاللهيفرإليه،ويُقبلعليه،ويبدلحالهإلىمايحباللهفينجيهالخوفمنعذابجهنمويؤمنهمنالمخاوفالأخرى" [20]
والترغيبيعتمدعلىإثارةانفعالالرجاءوهومنفطرةاللهتعالىفيالإنسان،والقرآنالكريملاينكرهذاالدافعللعمل،أقصددافعالرجاءأوالعمللحصولمحبوبللنفس،بلنجدأنالقرآنالكريميهتمبإشباعهذاالميلالفطريولكنوفقالطريقالصحيح،وخيردليلعلىذلكآياتالقرآنالكريمالتيلاتنكرعلىالفطرةالبشريةالرجاءوالطمعفيالنعيموالطيبات؛قالتعالى: ]وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِين[سورةآلعمران 3/133
وقالتعالى]مثَلالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [سورةالبقرة 2/261
وقالتعالى:]إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ[سورةالتوبة 9/111قالتعالى:]الَّذِينَآمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ.[سورةالأنعام، 6/82
كيف مارس القرآن الكريم أسلوب التربية بالترغيب والترهيب:
نوعالقرآنالكريمفيمضامينالتربيةبأسلوبيالترغيبوالترهيب،وباعتبارأنالأسلوبينيتوافقًامعالفطرةالتكوينيةللإنسانفقداستخدمهاالقرآنالكريمفيعدةاتجاهاتتربويةمنها:

الدعوة إلى الوحدانية والإيمان بالترغيب والترهيب:
رتبالقرآنالكريمعلىالإيمانباللهتعالىوتصديقالرسلأفضلالدرجات،وأعلاهامنالثوابفيالآخرة،والعزةوالنصرةفيالدنيا؛قالتعالى:]وَعَدَاللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ.[سورةالنور24/ 55.
كماتوعداللهمنكفربه،وعصاه،ولميؤمنبرسله،وكتبهالعقابالأليمفيالآخرةقالتعال:] إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ * لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ..[سورةالأعراف7/41:40،والذلوالصغاروالهلاكفيالدنياقالتعالى :]وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِعَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ..[سورةالأعراف7/ 74.
الدعوة إلى الأخلاق بالترغيب والترهيب  :
فبعدصلاحالإيمانواستقامةالقلب،يكونالتوجهلإصلاحالمجتمعولايكونذلكإلابسيادةالأخلاقالحميدةواندثاراضادها.
والقرآنالكريمفيسبيلتربيتهللنفوسيقرنكثيربينأسلوبيالترغيب،ولتربيةبالقدوةالصالحة،قالتعالى:]وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا * وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا [سورةمريم19/ 55:54،كماأنهيرغبللأخلاقبذكرمايترتبعليهمنأجر،قالتعالى:]وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ [سورةالبقرة2/155،156
والدعوةللأخلاقباستخدامالتربيةبالترهيب،يكونكذلكبذكرمايترتبعلىالخلقمنمفاسد،قالتعالى:



]وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ [سورةلقمان،31/:18:19


التربية بالترغيب والترهيب على ملازمة الطاعات :
الاهتمامبالطاعات ؛لأنهاالسياجالذييحميالقلبمنالزيغوبهايزيدالإيمانوينقصقالتعالى:] قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ[سورةالأنعام،6/151
مثالمنالقرآنالكريمعلىالتقابلبينالترغيبوالترهيب:
قالتعالى :]وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ.[سورةالقيامة75/22:23،" هذاالنصيشيرإشارةسريعةإلىحالةتعجزالكلماتعنتصويرهابكلحقيقته"[21]،والغرضمنهذاالتصويرهوترغيبالنفوسفيهذاالفضلودفعهاإلىالعملبمايوصلإلىهذهالمنزلة،ثمانتقلتالآياتإلىوصفأخر]وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ * تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ[سورةالقيامة7524/25وشتانبينالوصفينففيكلمنهمااستخدممنالألفاظمعماستناسبمعالمعانيالوجدانيةالتيأريدإثارتهافيالنفوس






أسلوب التربية بضرب المثل
تعريفالمثلفياللغة:
 "المثلبالكسروالتحريك ..كأمير؛الشبه،والمثلالمحركة: الحُجةوالحَديث،وقدمثلبهتمثيلًا،وأمثلهوتمثله،ومنه]مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ....الآية[سورةمحمد 74/15،والمثل :المقداروالقصاص،وصفةالشيء،والفراش،وتماثلالعليل؛قاربالبرء...)[22]وتحملالألفاظكلهاعلىالمماثلة،والمشابهة،ودليلذلكقولهتعالى (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ[سورةالشورى 43/11"[23]
تعريفالمركب (ضربالمثل):
             "قياسالشيءأصلهتقديرالشيءبالشيء،ومنهضربالدرهم؛وهوتقدير،وضربالجزية،والخراجوهوتقديرهما،والضربالمقدرة،والضربفيالأرضلأنهيقدرأثرالماشيبقدره،وكذلكالضرببالعصىلأنهتقديراللامبألته.... ولهذايسمونالصورةالقياسيةالضرب،كمايقالضربلتألفه،واتفاقه "[24]
يمكنناأننلخصكلماسبقبقولنا:" الأصلفيالمثلقائمعلىتشبيهشيءبشيءلوجودتشابهأوتماثلبينهما،أولورودأكثرمنعنصرتشابه"[25]
معنىالمثلفيالاصطلاح:
لابدلناعندبحثناعنتعريفالمثلفيالمعنىالاصطلاحيالأخذبتعريفالمفسرينلأنالأمثالالقرآنية "لايستقيمحملهاعلىأصلالمعنىاللغويالذيهوالشبيه،والنظير،ولايستقيمحملهاعلىمايذكرفيكتبالذينألفوافيالأمثال؛إذليستأمثالالقرآنأقوالًااستعملتعلىوجهتشبيهمضربهابموردها،ولايستقيمحملهاعلىمعنىالأمثالالذيوردعندعلماءالبيان" [26]
تعريفالمثلعندالمفسرين:
وردتعريفالمثلعندابنجريرالطبري-رحمهاللهتعالى_:
"المثلالشبيهوالنظير،يقال؛هذامثلهذاومثله،كمايقالشبيهوشبه،ومنهقولكعبابنزهير
كانتمواعيدعرقوبلهامثلًاومامواعيدهإلاأباطيل[27]"[28]
وبتتبعتفسيرابنجريرالطبرينجدأنهيؤكدعلىهذاالمعنى،فقدقالعندتفسيرهلقولهتعالى: ]وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ[سورة العنكبوت29/43قال:"وهذهالأمثال؛وهيالأشباهوالنظائر"[29]
معنىالمثلعندالحافظابنكثير_رحمهاللهتعالى_:
"يقالمثلومثيلأيضاوالجمعأمثالقال الله تعالى :]وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ[سورة العنكبوت29/43،وتقدير هذا المثل أن الله سبحانه شبههم في اشترائهم الضلالة بالهدى ،وصيرورتهم بعد البصيرة إلى العمى بمن استوقد نارا..."[30]
وقدأضيفتعندغيرهمامنالمفسرينمعانيأخرىغيرمعنىالشبهوالنظير :"وقدحظيالمثلبمعانيتكادتنحصرفيالصفةوالشبهوالعبرةوالوجه،والحجة،والسنة،والمثل،وذاتالشيء"[31]
وقدجاءتالآياتبهذهالمعانيللأمثالفيآياتعديدات:
المثلبمعنىالصفة:قالتعالى (]مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ...[سورةمحمد47/15
المثلبمعنىالقصة:قالتعالى]وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ ..[سورةالكهف 18/32
المثلبمعنىالعبرةوالعظة:قالتعالى]فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ[سورةالزخرف،43/56
والمثلبمعنىالحالوالشأن:قالتعالى] (وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ[سورةالروم،30/27
المثلعلىبابهالأصلي :قالتعالى]وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا[سورةالفرقان،25/39
توافقأسلوبالتربيةبضربالمثلمعالفطرةالتكوينيةللإنسان:
يميلالإنسانفيغالبأمرهإلىتغليبعقلهقبلأنيقر،ويؤمنبمايعرضله،وهوفيسبيلذلكيميلإلىتجسيدالتصوراتوإحالةالخيالإلىمرئياتمقاربهلمايَعرفهويُدركه.
وهومنذالصغيريبدأعقلهفياختزانالصور،والأشكال،ويقومبربطهابمسميات،ويمكنأننعبرعنهابالمستودعإنجازالتعبير،ثمهوعندتعرضهلأمرجديديحاولربطهبمالديهمنمعلوماتفيعقله،وهوعندالربطيقومبالتجسيدللحدثحتىيقتنعبه،فهويحاولإيجادشبهبينالقديمالمختزنفيداخله،وبينالجديد،ولذلكقيل"(سميالمثلمثلاًلأنهماثلبخاطرالإنسانأبدا)"[32]
فالمثليقومبتحويلالكلمةالمتلاةإلىصورةمجسدة "يمنحهاالحياةالشاخصةأوالحركةالمتجددة،فإذاالمعنىالذهنيهيئةأوحركة،وإذاالحالةالنفسيةلوحة،أومشهد،وإذاالأنموذجالإنسانيشاخصحي،وإذاالطبيعةالبشريةمجسمةمرئية"[33]
وأسلوبضربالمثلمنأقوىالأساليبتأثيرعلىالنفسالبشريةلذلكنجدأنهعرفعلىمدارالتاريخ،ويقالالمثلصوتالشعب،والاختلافالوحيدبينالشعوبفيالأمثالهوفيالمسمياتالمستخدمةفيالأسلوبلأنكلقوماستخدمضربالأمثالبماهومتعارفعليهفيبيئته،وقدشاعالكثيرمنها،وانتشروماذلكإلالأنها"وسائلإيضاحالكثيرمنالأمورالدقيقةوالأفكارالعميقة،إذجسدتللناسالحقوالباطل،والهدى،والضلالفإذابهامنأجدىوسائلالهداية،وأقوىماعولجتبهالنفوس"[34].
والأنبياء_عليهمالصلاةوالسلام _قدمارسوهلمالهذاالأسلوبمنفوائدجمةفيتربيةالنفوسوإصلاحها،فهذانبياللهسليمان_عليهالسلام_قدتضمنالعهدالقديممنأسفاره _البالغةتسعةوثلاثين_ سفرًاكبيرعرفباسمسفرالأمثال"[35]
والمسيح_عليهالسلام _تعنهالكثيرمنالأمثالفيأقواله؛ " أمافيالعهدالجديدفإنالذينتناقلواأقوالالمسيح_عليهالسلام_،كانواقدأكثروامنإشارةإلىضربهللأمثال،كقوله(أحضرتلهممثلا) لوقا؛13/16"[36]
وقدجاءتالآياتفيالقرآنالكريمالتيتشيرإلىمعرفةأهلالكتاببالأمثال،قالتعالى]:وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا[سورةالفرقان،25/33
واستخدمالنبي_صلىاللهعليهوسلم _لتربيةبالأمثالفيكثيرمنالمواضع؛وماذلكإلالأنالعربقدعرفهذاالأسلوبواشتهربينهمقالتعالى:]انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا[سورةالاسراء17/48،بلهيالأقربلأمزجتهمإنصحالتعبيروهيدليلعلىفصاحتهموبلاغتهم،"قالعنهاابنسلام :هيحكمةالعربفيالجاهليةوالسلام"[37]
وقدأخطاءمنعدهامنزلاتالبلغاء،وقصورالفصحاء،وآثارحولهاالشبهات،واتخذهاذريعةليطعنفيالقرآنالكريم،زاعمأنضربالمثلبالبعوضة،والذبابةفيهمالايليقبالقرآنالكريم،ويكفيفيالردعليهمقولهتعالى: ]إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا[سورةالبقرة،2/26لأن]...الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ[سورةالبقرة،2/26

الفوائدالتربويةمنأسلوبضربالمثل:
استخدمالقرآنالكريمأسلوبضربالمثللفوائد،وأغراضمتعددة " منهاالتذكير،والوعظ،والحث،والزجر،والاعتبار،والتقرير،وتقريبالمرادللعقل،وتصويرهفيصورةالمحسوسبحيثيكوننسبتهللعقلكنسبةالمحسوسإلىالحس."[38]
وكلهاأهدافتصبفيمصبواحدهوالقدرةعلىالتأثيرعلىالعقل،أوالنفس،أوالقلببأسلوبتربويفريد،يعينالمربينعلىالوصولإلىالهدفالمنشودمنالتربية،ويمكنناالتفصيلفيهاعلىالنحوالتالي:
وسيلةإقناعبتقريبالبعيدوإيضاحالخفي:
يحتاجالمربيإلىإيضاحكثيرمنالأمورالحسية،والتيلايمكنمشاهدتهابالعينالُمشَاهِدة؛وخاصةالأمورالتيلمتكنمعروفةمنقبللدىالإنسان،ولكنالقرآنالكريماستطاعبأسلوبهالتربويالفريدفيضربهللأمثالأنيقربللأذهان،وأوضحللبصائرالكثيرمنالأمورالتيلمتكنمعهودةمنقبلعندالعربوجعلهاكأنهاأمورمعروفةرغموَجَازةالألفاظفيالأمثالالقرآنية .
مثال:قالتعالى]وَحُورٌ عِينٌ[سورةالواقعة 56/ 22وهومعنىجديدولميكنمنالمعهوداتعندالعرب،ولكنالصحابة_رضياللهعنهم_أمنوابمالميكنمعلومًاعندهم،وصدقوا،وأصبحالمعنىمفهوملديهم ،لأناللهتعالىقدقرنهبماجاءبعده]كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ[سورةالواقعة56/23.
وسيلةلرفعالجهالةعنالشيء :
فعدمالمعرفةبحقيقةالشيءيجعلالاستجابةصعبة،ولكنبتقريبالمعنىبضربمثلمنالمعلوميجعلالأمرواضحمنظورا.
مثال:قالتعالى:]وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا[سورةالهكف،18/45،هناأصبحقصرالحياةوسرعةزوالهاأمرمعلومواضح؛لأنهقرنهابمايبينسرعةالزوالوالانقضاء.
الترغيببالفضائلوالنهيعنالرذائل :
وطريقةالقرآنالتربويةلتعليمالناسكلفضيل،ونهيهمعنكلرذيل،بقرنالممدوحمنالفضائلبممدوح،أومحبوبمعروفعندالناس،وقرنالرذيلبالحقير،والقبيحمماينفرالنفوسمنه.
قالتعالى:]أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ[سورةإبراهيم،14/24
قالتعالى:]وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ[سورةالحجرات،49/12
المدحوالذموالتعظيموالتحقير :
ضربالأمثالمنأفضلالأساليبالتربويةفيرفعقيمةالشيءالمعنويةحتىتتوقإليهالقلوبوترتفعإليهاالأبصارويعتزبفعلهالناس،كمايمكنتحقيرالشيء،والتقليلمنهبربطهمعحقيريماثله.
قالتعالى:]مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ[سورةالبقرة،2/ 261.
وفيالتقليلمنشأنالشيءوتحقيرهقالتعالى:]مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ[سورةالجمعة 62/5.
توسيعمداركالعقلليصلإلىمرحلةالتفكير:
قالتعالى:]لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ[سورةالحشر،59/21فهذاالمثلدعوةللتأمل،والتفكيرليظهرللمؤمنينالعظمةالقرآنية،وشاهدذلكقولهتعالى:]لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ[فلنيصلالمسلمإلىإدراكمدىعظمةالقرآنالكريمإلابإعمالالفكروالاجتهادفيالأمر .
والتفكيريؤديهناللإيمان،وزيادته،وإلىالعمل،والاستكثارمنه،كمايؤديللرضا،واليقينوبالتاليشكراللهوحمدهودعائهبتمامفضله.

الفائدةأوالغرضالأهم؛الوصولإلىالأيمانباللهتعالىووحدانيته :
وقدضربتالكثيرمنالأمثالالقرآنيةلتحقيقهذاالغرضوالدعوةإليه،قالتعالى:]ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ[سورةالروم،30/28
وقالتعالى:]يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ[الحج 22/73  النور،35
ولايمكنأنيقالأنهذههيكلالفوائدالتربويةمنأسلوبضربالمثل؛ولكنلأنالغرضالأصليمنالبحثبيانبعضأساليبالقرآنالتربويةلايمكنناالاستفاضة،وإلافهذاالأسلوبمنأغنىالأساليبفيالتربيةومنأحبهاللنفوسوأسهلهافيالإقناع.

أسلوب التربية بالقصة القرآنية
منتمامالأساليبالقرآنيةفيالتربيةأسلوبالتربيةبالقصة؛لأنهامنالأساليبالتيتتوافقمعالتوجهالفطريللنفس،والقصةفيالقرآنالكريمتختلفعنالقصةفيأيمجالآخر؛لأنالغرضمنسوقالقصةفيالقرآنالكريميتوافقمعالغرضمنإيرادغيرهامنالأساليب،فكلهاجاءتلتحقيقهدفدينيواحد،" وهوتعبيدالناسللهتعالى،منخلالتوحيدعقيدتهم،وحسنمعاملتهملبعضهمبعضًا،وطيبأخلاقهموقيَمهموجمالعاداتهم"[39]
والقرآنالكريم"يستخدمالقصةلجميعأنواعالتربية،والتوجيهالتييشملهامنهجهالتربوي؛تربيةالروح،وتربيةالعقل،وتربيةالجسم .."[40]
تعريفالقصةفياللغة:
القصة،والقصص" :قصصتالشيءإذاتتبعتأثرهشيئابعدشيءومنهقولاللهتعالى:]وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ[سورةالقصص،28/11؛أياتبعيأثره
والقصة :الخبروهوالقصص . وقصَعليخبرهيقصهقصاوقصصا : أورد "[41]
تعريفالقصةالقرآنيةفيالاصطلاح:
      "مجموعةمنالأحداثالسابقةزمانًايُخبرنااللهتعالىعنهاللاعتبار،والاّتعاظ،تتناولحادثةواحدة،أوعدةحوادث،تتعّلقبشخصياتإنسانية،أوغيرإنسانيةحقيقةسابقةبرزتفيالخير،أوفيالشر،علىغرارماتقومبهالشخصياتالإنسانيةالحاليّة،ويكوندورهذهالشخصياتدافعًاللتأّثروالتأثيرفيالخيراقتداءً،أوفيالشرابتعادًا[42] .


توافقأسلوبالتربيةبالقصةمعالفطرةالبشرية :
حرصالقرآنالكريمعلىتربيةالعقل،والقلب،والنفسكمأسلفنافيالفصلالسابق،ولذلكنجدهقدنوعالأساليبلتتوافقمعجميعالاحتياجاتالتربوية،ولاشكأنوجودالقصةفيالقرآنالكريميدلعلىأنالتربيةبالقصةأمرفيغايةالأهميةونلاحظأنالقصةقدأخذتحيزغيرقليلمنآياتالقرآنالكريم،ويلاحظأنالقصصالقرآنيقدنوعبينالحديثعنعهودقديمةسابقة،وبينالحديثعنمجرياتالأمورمعالنبي_صلىاللهعليهوسلم_،ولكننجدأنالقاسمالمشتركبينجميعهذهالقصصأنهاقصصحقيقيةتمصياغتهابطريقةفنيةتدلعلىأنهاليستمنالبشر .
العاملانالمهمانفيالتربيةبالقصة:
الأول:إثارةانفعالالخيال :
والتخيل "يقومعلىالتصور،وهواستحضارصورالأشياءرغمغيابهاعنحواسنا"[43]،فعندإيرادالقصةيقومعاملالتخيلباستحضارالصور،وتحليلها،وتركيبها،ومنثَمتحدث" المعايشةالنفسية،والوجدانية،والعقليةللقصةوأشخاصها،وأحداثهاممايزيدمنالتواصلمعحقائقها،ومعانيها،والدروس،والعبرالتيتتناولها"[44]
والثاني:وهوبارزفيأسلوبالتربيةبالقصةفيالقرآنالكريم :
اتبعالقرآنالكريمأسلوبختمالقصةبالتركيزعلىالهدفالتربويمنالقصةسواءكانيحذرمنأمرجاءفيمجرياتالقصةأميثبتفضيلةيدعواإليهامنخلالإيرادالقصة،ويمكنأنيكونالمقصودمنالقصةيسبقالقصةأويتوسطهافالأسلوبالتربويالقصصيالقرآني" يتضمنبالإضافةإلىاستعراضالأحداثيضمنأيضاالتعليقاتوالإشاراتالقرآنيةواضحةالدلالةعلىالعبر،والدروسالمستفادةمنهذهالقصصمماينميمنمعارف،وخبراتالمؤمن"[45] .


أنواعالقصصفيالقرآنالكريم :
"قصصالأنبياءمعأقوامهموماتخللهامنأحداثمختلفة :نوح،وإبراهيم،وموسى،وعيسى...._عليهمالصلاةوالسلام _الخ
قصصخاصةبحوادثتاريخية،وأشخاصسابقين :طالوت،وأصحابالأخدود،وأهلالكهف...الخ.
سيرةالرسول_صلىاللهعليهوسلم_،وماتخللهامنأحداث: الإسراءوالمعراج،والهجرةالنبوية،والغزوات..الخ"[46]
الفوائدالتربويةمنأسلوبالتربيةبالقصة :
القدوةالحسنة:
منأهممعطياتالقصةالقرآنية،ولاسيماقصصالأنبياء_عليهمالصلاةوالسلام_والمتضمنةغيرقليلمنالأخلاقالحميدةإيجادالقدوةالبشرية،والمتمثلةفيالشخوصالمقصودينبالقصة،وهومرتكزمهمفيالتربية؛لأنوجودمنتمثلبالخلق،أوالقضيةالمقصودةدليلعلىإمكانيةالعملبمثلعملهم .
وقدحثالقرآنالكريمفيغيرموضعمنالقرآنعلىالاقتداءبالأنبياءعليهمالصلاة،والسلامإماعلىسبيلالإجمالكماجاءفيقولهتعالى:]أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ[الأنعام: 6/90
أوعلىسبيلالتفصيل،والتحديدكقولهتعالى:]لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا[سورةالأحزاب: 33/21
القدوةالسيئة:
إظهارمساوئالنفسالبشريةبضربأمثلةمنالنفوسالمريضةوالتيتدعوقصصهمإلىمذمةمماثلتهم،أوالسيرعلىطريقهم .
قالتعالى:]إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ[سورةالقصص 28/76
الدعوةإلىالأخلاقالحميدةوتركالأخلاقالمذمومة:
قالتعالى:]وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ[سورةالتحريم 66/11
وبالمقابلالأخلاقالمذمومة :قالاللهتعالى]:إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ[سورةالقصص28/4
أخذالعظةوالعبرةمنالقصة:
وقددلعلىذلكختمكثيرمنالقصصالقرآنيةبمايفيدأنإيرادهاعبرة،وذكرى،قالتعالى:]لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ[سورةيوسف،12/111
سوقالقلوبإلىوحدانيةاللهتعالىوإثباتأنالقرآنكتاباللهتعالى:
وذلكلأنالذييقصعليناقصصمنمضىبكلهذهالدقة،وعدمالتناقضبينالقصةالتيربماتكررذكرهافيمواضعمتعددةتدلعلىأنهذاالكتابمنعندالله.
تدريبالعقولعلىالتأمل،والتفكر:
فالتأملوالتفكرفيمجرياتالأحداثللتدبرفيأسبابها،ومآلهاخاصةعندماتعرضالقصةالواحدةمنأكثرمنزاويةوبأكثرمنطريقةعرض.
إظهارإعجازالقرآنالكريممننواحيمتعددة :
الإعجازالغيبي:بذكرقصصحدثتقبلميلادالنبيصلىاللهعليهوسلمويستحيلعلىالنبيصلىاللهعليهوسلمتلفيقها:قالتعالى:]ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ[سورةآلعمران،3/44وقالتعالى:]نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ[سورةيوسف 12/3
الإعجازالصياغيللقرآن:
"تتميزالقصةفيالقرآنالكريمبأنهاتمتزجبموضوعاتالسورةالتيتردفيهاامتزاجاًعضوياًلامجالفيهاللفصلبينها،وبينغيرهامنموضوعاتالسورة،بحيثلوحذفناالقصةمنموقعهاالواردفيالسورةلاختلالمعنى،لأنالقصةتسهمفيبيانمضمونالنصوإيضاحهللقارئ،فلوحذفناعلىسبيلالمثال،قصةالغرابالتيوردتأثناءالحديثعنقصةابنيآدمقابيل،وهابيللمااستقامالمعنى؛لأنالغرضمنذكرالغرابينكانلحكمةإلهيةلبيانحكمةدفنالموتى.
ولاتردالقصةفيالقرآنالكريمإلاإذاتطلبهاالمقامواقتضتالبلاغةذكرها،ويذكرالجزءالذيلهعلاقةبموضوعالسورة،ولاتذكرالقصةكاملة، "[47]



[1] محمد السيد الزعبلاوي، تربية المراهق بين الإسلام وعلم النفس،(مؤسسة الكتب الثقافية،ط1،1414هـ/1988م)،ص317
[2]الفيروز آبادي، القاموس المحيط،(مؤسسة الرسالة ،ط1،1406هـ/1986م)ص413
[3]محمد السيد الزعبلاوي، تربية المراهق بين الإسلام وعلم النفس ،ص318
[4]الخطابي أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم الخطابي – ت 388هـ.
[5]الإتقان في علوم القرآن – السيوطي – مطبعة المشهد الحسني – ط2 – 1951
[6]من دلائل الإعجاز العلميّ في القرآن والسنّة – د.موسى الخطيب – المكتبة المصرية – ط1 2004
[7]المصدر نفسه ص13
[8]عرف جمعة ، مذكرة في علم النفس الإسلامي، ص85
[9]المرجع نفسه ص113
[10]محمد السيد الزعبلاوي ، تربية المراهق بين الإسلام وعلم النفس ،ص320
[11]محمد أمين منصور،المقال الفلسفي في قراءة جديدة لعلم النفس(دار العصماء،سوريا دمشق،ط1،1426هـ/2005م)ص32
[12]محمد السيد الزعبلاوي ، تربية المراهق بين الإسلام وعلم النفس ،ص324
[13]الشيخ عبد الرحمن السعدي، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان،(مكتبة الخانجي،1408هـ/1988م) ،ج4،ص318
[14]عمر باحاذق،أسلوب القرآن الكريم بين الهداية والأعجاز،ص128،129
[15]الفيروز آبادي،ص115
[16]المصدر نفسه،ص118
[17]د.توفيق الوافي،الدعوة إلى الله الرسالة والوسيلة والهدف،(دار اليقين ط2،1416هـ/1995م)ص198
[18]المصدر نفسه،ص198
[19]عمر با حاذق، أسلوب القرآن بين الهداية والأعجاز، (دار الأمون للتراث1414هـ/1994م) ،ص128:129
[20]د. محمد السيد الزعبلاوي ،تربية المراهق بين الإسلام وعلم النفس،ص194
[21]سيد قطب، في ظلال القرآن ،ج6،3770
[22]الفيروز آبادي، القاموس المحيط،ص1136
[23]عمر با حاذق ، أسلوب القرآن بين الهداية والإعجاز،ص207
[24]شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية ، مجموع الفتاوى،(دار الوفاء بالمنصورة،ط1،1418هـ/1997م )،ص17
[25]مناع القطان،مباحث في علوم القرآن،(مؤسسة الرسالة ،بيروت،ط30،1417هـ_1996م)،ص282
[26]مناع القطان ،مباحث في علوم القرآن، ص282
[27]كعب بن زهير بن أبي سلمى، المزني، أبو المضرَّب شاعرمخضرملأنه عاش عصرينمختلفين هما عصر الجاهلية وعصر صدر الإسلام. عالي الطبقة، كان ممن اشتهر فيالجاهليةولماظهر الإسلام هجاالنبيصلى الله عليه وسلم، وأقاميشبب بنساء المسلمين، فأهدرالنبيصلى الله عليه وسلم، دمهفجاءه كعب مستأمناً وقد أسلم وأنشده لاميته المشهورة التي مطلعها: بانت سعاد فقلبياليوم متبول ، فعفا عنهالنبيصلى الله عليه وسلم، وخلع عليه بردته. وهو من أعرق الناس في الشعر،نقل عن موسوعة وكيبيديا الإلكترونية
[28]د.محمد جابر الفياض، الأمثال في القرآن الكريم ،( الدار العلمية للكتاب الاسلامي1،،ط3،1415 هـ/1995م)
[29]تفسير ابن جرير الطبري،ج20،ص154
[30]ابن كثير القرشي، تفسير القرآن العظيم ،ج1،ص54
[31]ذكره الدكتور محمد الفياض في كتاب الأمثال في القرآن الكريم ،ص38، منسوبة للفيروز آبادي من كتاب الذي جمع فيه ما نسب إلى ابن عباس في التفسير.
[32]د. محمد فياض ،الأمثال في القرآن الكريم ،ص87
[33]سيد قطب،التصوير الفني للقرآن (دار الشروق ،ط8،1403هـ/1983م)ص360
[34]سعيد بن على القحطاني ،الحكمة في الدعوة إلى الله ،ص507
[35]د.محمد الفياض،الأمثال في القرآن،ص366
[36]المصدر نفسه،ص376
[37]د.جابر الفياض،الأمثال في القرآن الكريم ،ص86
[38]الشيخ عبد الرحمن السعدي،تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان،ج1،ص19
[39]عبدالرحمنداودجميلعبدالله ،منهجالقصةالقرآنيةفيترسيخالأخلاق، إشراف؛د.حسين عبد الحميد نقيب(رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير ، جامعة النجاح،2010م)ص14
[40]محمد قطب، منهج التربية الإسلامية ،ص194
[41]ابن منظور،لسان العرب ،ج7،ص74
[42]عبدالرحمنداودجميلعبدالله ،منهجالقصةالقرآنيةفيترسيخالأخلاق،ص14
[43]أحمد أمين منصور،المقال الفلسفي في قراءة جديدة لمفردات علم النفس،ص138
[44]د.إبراهيم الديب، البرنامج العملي لبناء المسلم القرآني المعاصر،ص256
[45]المرجع نفسه ،ص256
[46]د.إبراهيم الديب، البرنامج العملي لبناء المسلم القرآني المعاصر،ص255
[47]د. إبراهيم الصعبي،القصة في القرآن الكريم.. الخصائص والدلالات،ص1